مقال الدكتور بسام الزعبي (العدد 51)

على أرض الواقع من العقبة

الدكتور بسام الزعبي – العقبة

على الدوام كانت توجه لي انتقادات واتهامات متكررة من الأصدقاء والزملاء وأصحاب الرأي وأصحاب المشاريع.. وغيرهم، أنني متفائل وإيجابي، وأنني لا أرى المشاكل والمعوقات التي تعترض سير العمل في المشاريع المختلفة المنتشرة على أرض الأردن.

التفاؤل لدي يأتي من إيماني المطلق أن بلدنا فيها الخير، والإيجابية تأتيني من كوني أنظر إلى الأشياء بعين الأمل بالغد المشرق لبلدنا، أما أنني لا أرى المشاكل والمعوقات فهذا نابع إيماني بأن المشاكل والمعوقات لا تظهر إلا إذا كان لدينا عمل وإنجاز وتطور ومسيرة نماء تتطلب من الجميع أن يكون متفائلاً وإيجابياً وقادر على تجاوز التحديات والمعوقات، لسبب بسيط وهو أن الجميع يطمح بالمساهمة الإيجابية ببناء الوطن الذي هو بناء لمستقبل أبنائنا.

بعد جولة موسعة لي في مدينة العقبة (منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة)، غادرتها مسروراً متفائلاً وأكثر إيجابية، فبعد 10 سنوات من الزيارات واللقاءات والمتابعات والتحليلات حول العقبة ومستقبلها، رأيت الكثير من الإنجازات أمامي شاهدة وقائمة على أرض العقبة.. شركة المعبر العقبة أنجزت مسجد الشيخ زايد (رحمه الله)، وباعت نسبة كبيرة من مشروع قرية الراحة (الذي يتضمن شققاً وفللاً) وتنتظر تسليمها خلال العام 2015، شركة سرايا العقبة تقيم ورشات إنجاز متعددة ضمن مشروعها لتكون جاهزة لاستقبال زوارها من خلال عدة فنادق ومرافق سياحية ستكون نواة الإنجاز للمراحل الأخرى.

أما في مشروع واحة أيلة.. فالقصة مختلفة والإنجاز يبهر الأبصار، وما عليك إلا أن تكون حاضر السمع والبصر معاً عندما تتجول في داخل المشروع، لتسمع وتشاهد قصة نجاح ليس لك إلا أن تعلق عليها بالقول: بورك الأردن وأرضه ورجاله، فملعب الجولف الذي يمتد على مساحة 1000 دونم يداعب مشاعرك بنجيله الأخضر الذي يتحدى الصحراء، ومشروع الطاقة الشمسية الذي يضمه المشروع (أول وأكبر مشروع خاص من نوعه في الأردن) يظهر القدرة على التحدي والإنجاز، أما البحيرات الاصطناعية التي تمتد على مساحات شاسعة لتضيف 17 كيلو متر من الشواطئ لمدينة العقبة، فالنظرة إليها تريح البال وتداعب مشاعرك بصوت المياه ومنظر الأسماك التي تضمها، وسط أعماق نظيفة بيضاء جميلة أتقن تنفيذها.

وبرفقتك للمهندس سهل دودين الرئيس التنفيذي للشركة ستدرك أن التحدي له رجاله، وأن الإنجاز له مقومات، وأن التخطيط السليم له نتائج، وفي الوقت نفسه، تعود وتستذكر أن قائد الوطن كان لديه نظرة مستقبلية ثاقبة عندما قال: إن العقبة ستكون قصة نجاح تفتخر بها الأجيال القادمة من أبناء الأردن.

أما المهندس غسان غانم الرئيس التنفيذي لشركة تطوير العقبة فقد كان يتحدث بثقة مطلقة عن حاضر ومستقبل العقبة، ولك أن تلمس في كلماته إيمانه العميق بأن العقبة تسير نحو الغد بعزيمة وقوة، وتأكيده المستمر بأن لدى العقبة الكثير الكثير مما ستقدمه للمستثمرين وللأردنيين جيلاً بعد جيل.

غادرت العقبة سعيداً مسروراً متفائلاً أكثر وأكثر، وتأملت الوقت الذي تنتهي فيه المشاريع واحداً بعد الأخر على مدار السنوات القادمة، لنؤكد للجميع أننا قادرون على التحدي والبناء والإنجاز والتميز.. ولكن مع التزامنا بالمبادئ والقيم والمصداقية.. وغداً العقبة أجمل بإذن الله.

18-آذار-2018 00:00 ص

نبذة عن الكاتب